وحي القلم

حين تتكابل علي الهموم

وتتزاحم في نفسي الأوجاع

تتراءى لي ذكريات عديدة

تقفز أمام عيني علامات استفهام

و..علامة تعجب

وثلاث نقاط أفقية ...

يقال : إذا عرف السبب بطل العجب

وإذا لم يعرف السبب فلن تبرح علامة التعجب عاكفة مكانها ..

وستقف جموع من الأسئلة متزاحمة خلف بعضها ..تنتظر الإفراج عنها ..دون كفالة ..

..مضاوي العتيبي..

سهل جدا أن تتكلم

فالكلام عملية لاتحتاج إلى كثير من الجهد والإبداع

ولكن حين يصطدم ذلك الكلام بأرض الواقع تكمن الصعوبة

من السهل أن تنصح وترشد

ومن السهل أن تطري وتحسن الثناء

ومن السهل كذلك أن تتغزل وتحشد كلمات العشق والهيام

أما الصعب أن تطبق تلك النصائح على ذاتك وعلى من حولك

والصعب أن تترجم الثناء عمليا بالشكر والاقتداء

والصعب أن تثبت الحب بالعطاء

        ..مضاوي العتيبي ..

( يمه )

في أحد الأعوام الدراسية وبينما كنت اختبر تلميذات الصف الأول متوسط أحد الاختبارات الدورية لإحدى موادي ,بدأت التلميذات في تسليمي الأوراق فإذا بطالبة تريد أن تسلمني ورقتها وبدلا من أن تقول : معلمة أو أستاذة كما اعتادت وزميلاتها قالت : ( يمه ) ثم وضعت يدها على فمها وقالت : لقد نسيت , عندها ابتسمت وقلت : لا عليك فأنت ابنتي , لقد اعتبرت هذا الموقف موقفا سعيدا بالنسبة إلي فلا شيء يعادل أن تشعري أن تلميذاتك يعاملنك كالأم , لكن ما زادني سعادة ما قاله ابني لي بعد فترة لا تتجاوز اليومين , حيث أخبرني أنه خاطب معلمه بقوله : ( يبه ) , تذكرت حينها المثل القائل : ( كما تدين تدان )

ودعوت الله أن يقذف في قلبي وقلوب جميع المعلمين والمعلمات الحنان والرحمة للطلبة والطالبات , وأن يملأ قلوب طلابنا وطالباتنا محبة العلم واحترام المعلمين .

                                                      ..مضاوي العتيبي..

                           (    والذي أطمع أن يغفرلي خطيئتي يوم الدين              )

كلما قرأت هذه الآية شعرت بالأسى على نفسي ..فما عساها أن تكون تلك الخطيئة ؟

·        أكانت حين نويت ذبح فلذة كبدك إسماعيل مصداقا للوحي ؟

·        أم كانت حين هويت على الأصنام مكسرا إياها مواجها جموع قومك ؟

·        أم كانت دعوتك لأبيك وإلحاحك عليه بالإيمان بالله وترك الكفر ؟

·        أم كان استغفارك لأبيك ورحمتك بابنك خطيئة ؟

·        أم كنت تعد تركك لزوجتك وابنك في الصحراء لوحدهم طاعة لله خطيئة ؟

·        أو كان خوفك علينا من الشرك ودعواتك الله أن يحفظ لنا الإيمان والأمن ؟

آه ..يا أبي إبراهيم ..

أي خطيئة تخاف الله منها وقد امتلأت صحيفتك بأعمال تعجز أمم من الرجال عن القيام بها ؟

..يا من كنت لوحدك  (أمة )

.

     مضاوي العتيبي..